الثلاثاء، 26 يونيو 2012

باطن القدم

يحكي أحدهم قائلا :  حدث خلاف بيني وبين والدتي حتى وصل إلى اعتلاء الأصوات !
مجموعة أملي الجنة الإسلامية
كان بين يدي بعض الأوراق الدراسية رميتها على المكتب وذهبت لسريري والهم والله تغشى على قلبي وعقلي ، وضعت رأسي على الوسادة كعادتي كلما أثقلتني الهموم  حيث أجد أن النوم خير مفر منها !
مجموعة أملي الجنة الإسلامية
 خرجت في اليوم التالي من الجامعة فأخرجت جوالي وأنا على بوابة الجامعة فكتبت رسالة أداعب بها قلب والدتي الحنون ، فكان مما كتبت :علمت للتو أن باطن قدم الإنسان يكون أكثر ليونة ونعومة من ظاهرها يا غالية ، فهل يأذن لي قدركم ويسمح لي كبريائكم بأن أتأكد من صحة هذه المقولة بشفتاي ؟
 مجموعة أملي الجنة الإسلامية
أدخلت جوالي في جيبي وأكملت طريقي ولما وصلت للبيت و فتحت الباب وجدت أمي تنتظرني في الصالة وهي بين دمع وفرح !
 مجموعة أملي الجنة الإسلامية
قالت : لا لن أسمح لك بذلك لأنني متأكدة من صحة هذه المقولة ، فقد تأكدت من ذلك عندما كنت أقبل قدماك ظاهرا وباطنا يوم أن كنت صغيرا.

السبت، 23 يونيو 2012

كرم

جلست عجوز في البص بجوار شاب في مقتبل العمر وكانت تجلس بجوار النافذة ،، بعد فترة من سير البص قدمت العجوز للشاب بعض حبات الفول السوداني فشكرها ثم تناول حبات الفول وأكلها،، بعد مدة عادت العجوز واعطته بعض حبات الفول فأخذها وشكرها وقام بأكلها وهكذا كررت العجوز هذه الفعلة وكان كل مرة يشكرها ويأخذ الفول ويأكله ،، دعاه فضوله بسؤال العجوز ، اذا أنتي لا تحبين الفول فلما أشتريته كثيرا كان يكفيك منه القليل فردت العجوز : هذا ليس فول ،  هي شكولاته بالفول فأنا لأحب الفول فأقوم بأكل الشكولاته وإعطائك أنت الفول .

ما كل ما يقوله الرجل تفهمه المرأة

امرأة تقود سيارتها على الطريق ، رجل يقود سيارته في نفس الطريق ولكن في الإتجاه المعاكس ، يمر كل منهما على الآخر ، فتح الرجل نافذة سيارته وقال بأعلى صوته ،، بقرة ......بقرة ......بقرة 
وترد المرأة على الفور حمار ،،،
يكمل كل منهما طريقه ، وتكون المرأة سعيدة مبتسمة لسرعة بديهتها وجرأتها وفجأة ....... تصطدم المرأة ببقرة كانت تقف في الطريق .
هذه هي الحياة ما كل ما يقوله الرجل تفهمه المرأة 


ليلة أن أرتحل كيمو عنا


هو واحد ممن أنجبهم رحم المدينة الولود ، تجاوز عمره الثلاثون إلا أنه ممن يدعون بالمنغوليين ، به بعض التخلف في تكوينه الجسماني ، سمين وله ( كرش ) متكورة ورأس كبير يزينه صلع تام ، أما صدغيه عريضين ، له مشية معروفة يشوبها عرج خفيف ،، متسخ الملابس ورثها . أنسل في هذا الحي الأمدرماني كما النبت البروس بلا مقدمات وبلا استئذان ، سكن في إحدى الخرائب جاعلا من ( كرتونه ) سريرا له وبعض الأسمال البالية غطاءا وملابس يرتديها أو يخلعها كيفما شاء وأنا شاء ، تسرب للحي كخيط دخان وما أنفك أن ذاب فيه خالقا نوعا من العلاقات الحميمة مع بعض أصحاب المطاعم حيث يوفرون له بعض الفتات الذي يقتات منه ويسد به رمقه ، كان كيمو يقضي يومه كله متجولا في سوق الحي الصغير يداعب هذا ويتشاجر مع ذاك ويجادل بحدة بأن " هدف كلاتشي ما كان تسلل " في المريخ ويعقب جدله ببعض الشتائم البذيئة لمن يجادله ثم ما ينفك أن يمر على بائعات الشاي ويتوجه مباشرة لإحداهن والتي كان قلبه معلقا بها وكانت تبادله شعور هو خليط من الرأفة والحب وكانت تجزل له العطاء بمنحه كلما مر كأسا من الشاي وكان عادة ما يجلس مقابل لها ويبادلها بعض النظرات من عيناه الصغيرتان ثم يعقبها بغمزه ماكرة معبرا عن حبه لها وأحيانا تتسامي صبابته حتى تبلغ ذروتها فيصرح بأعلى صوته (أحبك يا طمطم ) فتبتسم طمطم في غنج انثوي لا يقطعه إلا ضحكات ممن تحلقون حول بائعات الشاي الأخريات واللائي يبدون أكثر جمالا وتأنقا من طمطم .
سار الحال كما هو عليه وكيمو يشارك في كل مناسبات الحي فتجده في المقابر يحمل الطوب والطين اللبن ويساعد في تسوية القبر بعد الانتهاء من مراسم الدفن كما تجده في الأفراح منذ الصباح الباكر يساعد في تركيب الصيوان ونظافته ورص الكراسي وتراه يحمل المياه لتعبئة المغاسل وآخر المطاف يكافأ بوجبة دسمة يحملها ويجلس بها خلف الصيوان بأمر من صاحب المناسبة وربما تعقبها كأس شاي ثم يذهب بعدها لمنزله ( مجازا ) لارتداء فانلته الحمراء والمكتوب عليها من الخلف كلمات انجليزية باهتة لا تبدو منها إلا كلمة fire ويرتدي حذاءه الشمواء ( الكموش ) وقد اهترأ نعلاه تماما ويذهب ليحتل مكانه في الحفل خلف المطربين ، حقا ما كان لمناسبة أن تتم دون حضور كيمو ومشاركاته .

وفي تلك الليلة الكئيبة حين دخلت قوات ( الظلم والتفريق) لمدينة أمدرمان كان كيمو يركض هنا وهناك يراقب إطلاق النار ويترصد الأخبار من القادمين من أمكان أخرى ، كان ذاك اليوم حسه الأخباري عاليا لدرجة تتصور أنك أمام مراسل لأحد وكالات الأنباء العالمية ، كان ما أن يسمع صوت دوي إلا ويجري مهرولا نحوه وفي ذلك الهرج الكثيف ، استقرت طلقة رصاصة طائشة في قلب كيمو وقطعا لم يجد من يلتفت له أو يساعده في أخذه لأقرب مستشفي لمعالجته أو إسعافه ، ومات كيمو ومثلما تسلل لذاك الحي كالدخان تسلل خارجا منه كالدخان ، وأفتقده كل أهل الحي إلى أن جاء من ينعاه لهم ، فبكي الحي بكاء مريرا وتبرع بعض أهل الحي بعمل سرادق يتلقون فيه العزاء في كيمو ، ويومها انتحبت طمطم نحيبا مرا فقد كان هو الوحيد الذي يعطيها الإحساس بأنوثتها ، مات كيمو وترك مكانا خاويا في حياة الناس في ذاك الحي العتيق .


الطيب مدني

الثلاثاء، 19 يونيو 2012

حمار

سافرت الأم لزيارة أبنها الذي يدرس في لندن وتفاجاءت أذ وجدته يشارك احدي الفتيات الحسناوات غرفته فأستغربت الأم إلا أن الأبن ادرك ما تفكر فيه والدته فبادر بتوضيح موقفه بأن هذه الفتاة مجرد صديقة تقاسمه الغرفة وأنه ليس بينهما أي علاقة ما وعلى أمه ألا تبتعد كثيرا في أفكارها .
قضت الأم فترة قصيرة مع إبنها وعادت بعدها للسودان ، بعد عودة الأم بفترة أخبرت الفتاة صديقها بأنها فقدت ( تنكة القهوة ) إناء صنع القهوة فبحثا عنه كثيرا إلا أنه لم يجدانه فقالت الفتاة ربما اخذته والدتك معها ، أتصل الإبن بوالدته مستفسرا أن كانت قد أخذت إناء القهوة معها بالخطأ فردت الأم : قل لصديقتك إن كانت تنام في سريرها لوجدت الإناء يا حمــــــــــــــــــــــــــــــار .

السبت، 16 يونيو 2012

أعز عزيز



أعز عزيز 
المشهد الأول:-

في رحلة تجوال وسط هذه المدينة العجوز ، وبين أزقتها الضيقة المتسخة ،، وعلى جانب الطريق إتكأ مقهى عتيق ،، الإضاءة خافتة وصوت مذياع أكل الدهر عليه ولم يشرب . أنطلق صوته الدافئ ( كنت معاك سعيد سعيـــــــد سعيــــــــــــــــد) ولا يقطع تلك السعادة المتمددة إلا صوت النادل وهو يقدم الشاي لزبائن ذلك المقهى ،،، جلس ذاك العجوز ذو الشعر المرسل الأبيض وثوب بالي إلا أنه ينبئ عن أناقة قديمة تضاهي أحسن ما تقدمه بيوتات الأناقة وكرستيان ديور،،،، جلس أمام ذاك المذياع وأخذ يمط شفتيه في امتعاض وأسف شديدين كيف لا وقد رحل النغم الحاني ،،، دمعة حزينة قد تحجرت في آماقه وصوت مهزوز يردد مع المغني ( أصبر يمكن يفيد... يفيـــــــــــــد ) كيف لا نصبر وقد كان الفقد جلل والمصاب في قامة ( طاغور السودان ) .

المشهد الثاني :-
في حارة من حارات أمدرمان العجوز ، كانت تجلس في كرسي وقد أسندت ظهرها المتعب على الكرسي غير المريح و راحت تتأمل في الأنجم البعيدة وتسرح بخاطرتها إلى ذاك الغائب الذي طالت ليالي بعاده ،،، ترى هل غيره الزمن أم هي ضغوط الحياة عليه مما حتم عليه أن يطيل بعاده بالسنوات ،،، لا زالت تسرح بخاطرتها وعيونها شاخصة إلى السماء و صوت أطالها الصغار يتنأي عن مسمعها وهم يلهون ويلعبون ،،، هل تري أن الذي كان بيننا قد أندثر و طار أدراج الرياح .... هل عامل السن يؤثر في تلك المشاعر الجياشة التي كانت حديث كل من عرفهما .... ثلاثون عام من زواجهما وعشرون عام من اغترابه المقيت والذي لا تقطعه إلا شهر أو شهران كل عامين كاملين من الغياب شبه التام ،،، هل ترى قد خبت جذوة حبهما الملتهب بمر الأيام والسنون العجاف ،،، يقطع ذاك الصمت المتأمل صوت مذياع من الجوار وصوت حاني وكأنه آت في تلك اللحظة ليخفف من لواعجها ويطفئ بعض من الشجن المالح الذي يسد خياشيمها ( ليه تقول لي انتهينا ... ونحن يادوبنا إبتدينا ...) تنهض وقد عادت الحياة تدب في خافقها وهي تردد خلف المغني ( نحن في عز الشباب)


الطيب مدني


الخميس، 14 يونيو 2012

عذبة أنت كالطفولة كالأحلام

دخلت هالة للفصل وتحمل كيس بيمناها وشنطة بيدها اليسرى ، وهي في طريقها لمقعدها احست المعلمة بأن هالة تعاني من حملها الثقيل فأسرعت نحوها لمساعدتها في حمل الكيس أخذت المعلمة الكيس وقد ارتسمت في محيا هالة إبتسامة عذبة فسألتها المعلمة ( الليلة جايبة معاك شنو يا هالة ) فردت هالة بكل براءة : لقد أنجبت أمي طفلا جميلا قبل يومين وقررت أن أحضره لأريه لصديقاتي ،، فتحت المعلمة الكيس بسرعة للتأكد فإذا بها بطفل صغير ملفوف في قطعة قماش أنيقة ويرفل في نوم هانئ ، أستغربت المعلمة وفورا اتصلت بأم هالة التي أكدت لها بأنهم قد أفتقدوا أبنهم الوليد وتصوروا أن الشغالة قد قامت بخطفه وإنهم اتصلوا بالشرطة للحضور والتحري مع الشغالة ، فأكدت لها المعلمة بأن طفلها قد أحضرته هالة معها في كيس وذلك لتريه لصديقاتها .


الثلاثاء، 12 يونيو 2012

أصبع عادل

كان الصبي عادل لم يتجاوز الرابعة من عمره ،، ويعد عادل باكورة إنتاج والديه ،، كان عادل يمتاز بملامح جميلة إلا أنه كانت له عادة قد تعود عليها منذ ميلاده وهو أنه كان دوما ما يمص أصبعه السبابة بصورة مستمرة مما جعل والديه دوما ما ينتهروه ليترك تلك العادة السيئة ،، إلا أن الطبع يغلب التطبع فلم يتمكن عادل من أن يترك عادة مص أصبعه ،، في ذلك اليوم قرر الوالد أن يضع حدا لهذه العادة ، فأحضر شفرة ( موس ) ومسك بيد ذاك الصبي اليافع واحدث جرحا في سبابة يده اليمني لكي يمنع عادل من هذه العادة ،، ظانا بأنه كلما يحاول عادل أن يمص أصبعه يتذكر ذاك الجرح وبالتدريج يترك تلك العادة ،، إلا أن الأقدار سارت خلاف ما أراد الوالد ، أذ تبين فيما بعد بأن الموس كانت ملوثة مما أصاب عادل بتسمم ( تيتانوس ) مما أضطر والده لإخذه للمستشفي لعلاجه هناك ولكن كان ذلك بعد فوات الأون أذ أصيب الأصبع بغرقرينا استلزمت من الطبيب أن يقوم ببتر الأصبع ،، وقد كان ، إذ قام الطبيب بإستئصال الأصبع من يد الصغير ،،، في اليوم الثاني وحينما فاق عادل من أثر التخدير ،،تحسس الصغير يده الصغير فتبين له أن الأصبع قد أزيل فبكي عادل يومها بكاءا مرا بكت على أثره الأسرة بأكملها وبعد أن توقف عادل عن البكاء إتجه لوالده قائلا : يا بابا رجع لي أصبعي وأنا ما حأمصه مرة أخرى ,,,,,

الاثنين، 11 يونيو 2012

أم درمان بين الأصالة والمعاصرة

كثيرا ما تنتابني رغبة ملحة في الكتابة عن سوق أم درمان ذاك السوق العريق والممتد من شارع كرري شرقا وحتى شارع الشنقيطي غربا ومن حي المسالمة شمالا وحتي ميدان البوستة جنوبا ،، كان السوق في ستينات القرن الماضي يتكون من زنكي اللحمة وزنكي الطواقي وسوق الشمس ويصطف في وسط السوق مجموعة من محلات البهارات ( التشاشة ) بقيادة شيخهم ( احمد عمر الموت ) وكان أكثر ما يميز سوق التشاشة روائح البهارات التي تزكم الأنوف خصوصا اذا رغب أحدهم في غربلة بعض البهارات كالشطة والفلفل فتجد السوق وقتها في حالة طوارئ لا تشابهها إلا رائحة أنابيب غاز الكلور المتسرب في سوق ليبيا مؤخرا ،، نوبة من العطاس تعم مرتادي السوق ،، في الناحية الجنوبية من التشاشة تجد سوق اللحمة والجزء الغربي من السوق كان متخصصا في بيع الكمونية والكرشة وأم فتفت وما بين السوقين تجد بائعي الفسيخ والنخاع ( الطايوق ) أما في الجزء الشمالي الغربي من السوق فتجد أن هنالك سوقا من نوع غريب متخصص في بيع الدواجن والأسماك والديوك الرومية والآرانب وكان مرتادي هذا السوق نوعية معينة من المواطنين والنازحين المستقرين في أم درمان من زمن أميد.


ندلف قليلا لزنك الطواقي وتجد النسوة وجلهن من كبار السن وقد اصطفن في صفوف متوازية وكل يبالغ في عرض منتجاته من الطواقي إبرة لولي والسكسونيا والمناديل المطرزة وطواقي الحرير الأحمر والأبيض ،، كن يعرضن بضائعهن وينشغلن في تصنيع منتجاتهن في نفس الوقت . أما سوق الشمس فكان عبارة عن مجاميع من الباعة المتجولين والذين يفترشون الأرض عارضين بضائعهم التي كانت اغلبها من الملبوسات الجاهزة ( تفصيل سوقي ) والأواني المنزلية المصنع من البلاستيك والطلس والالمونيوم ومن أشهر بائعي الملابس الجاهزة العراريق والسراويل عمنا بركات ( كساي العرايا ) ، كانت في منتصف سوق الشمس قد اصطفت بعض المحلات ( الطبالي ) وهي عبارة عن دكاكين مبنية من الزنكي والأبلكاش وكانت متخصصة في بيع الثياب ( فوال سر الجمال ) والكرب 2X2 والقماش التفتا واللامبرك , كانت هناك مشكلة للباعة المتجولين في مكان تخزين بضائعهم بالليل فكان بعض منهم بخزن بضاعته عند أي من التجار الكبار ( أصحاب الدكاكين ) اذ كانت تربطه بذلك التاجر علاقة صداقة أو دم أو نسب أما خلاف ذلك فقد اعدت ادارة السوق حينها بعض المخازن وتسمي ( بالخنادق ) كانوا يستأجرونها من البلدية بالشهر ويقومون بأستخراج بضائعهم منها صبيحة اليوم التالي .
في منطقة وسط السوق كان ينتشر بعض الباعة المشهورين من اصحاب السمك المقلي وكانوا يضعونة في آنية كبيرة ( طشت ) ويغطونه بقطعة من القماش وكانت هنالك بعض المقاهي المشهورة حينها مثل قهوة الفحل وهي عبارة عن مطعم ومقهي في آن واحد وكان يساعده في العمل فيها أبنه نصر الدين وكان من أشهر جرسونات تلك الحقبة ( أبسبلة ) وهو رجل قصير القامة من أهل الشمال أستقر به المقام في تلك القهوة الصغيرة ، وكان عم الطيب من الناحية الشمالية من السوق مقابل اسواق أبومرين يتميز بصناعة شاي مفتخر أما من أشهر المطاعم وقتها مطعم صبير وكان يتمير بأن يقدم أطباق في منتهي الروعة من ناحية الطبخ ( شريفة وسرينة ونوار )  وتقديم التحلية المتميزة بعد الأكل  ( سلطان وهو عبارة عن أرز مع الكاسترد ) .


في سوق أم درمان تشتهر صناعة الأناتيك والمنحوتات من سن الفيل والأبنوس وتحتل موقعا كبيرا في السوق ويرتادها عدد كبير من الأجانب أما الصاغة فلهم شارع بإسمهم ومن أشهر الصاغة في ام درمان آل تبيدي وآل مله وآل مسيك وعوض مكي , ويقع سوق العناقريب في الناحية الغربية للسوق كما أن هناك سوق للسروج والسيوف وخلافه .


من أشهر الأسماء التجار في السوق محمد أحمد عباس ، خلف الله يوسف ، الحاج نقد الله علي ، الحاج أبوورقة ، سليمان صالح خضر ، العدني ، عبدالله شلقامي ، عباس رشوان ،أزمير سركسيان ( من الأرمن المقيمين في السودان ) ، الطوخي ، يوسف الفكي ، الحضري .


لا يفوتني أن أذكر أن مبني البوستة كان المباني التي بناها الأنجليز وكان يلتف حول البوستة من كل الجوانب مكتبات مليئة بكافة أنواع وصنوف الكتب تشابه في كثرتها واكتظاظها سور الأزبكية في القاهرة وكان يرتادها كثير من أدباء ذلك العصر .


السبت، 9 يونيو 2012

تنظير


حقا نحن شعب يحب التنظير في كثير من الأمور كانت تخصنا أو تخص غيرنا ،، فكثيرا في المناسبات تجد ثلة قليلة يقومون بتركيب ( الصيوان ) وعدد كبير جدا من المنظرين ، 
- ياخي خلي باب الصيوان يكون فاتح كدا عشان الشارع 
- لا أحسن في هذا الإتجاه عشان الجاي العرس يشوف الصيوان من بعيد 
- يا خوانا الأداكم الصيوان بتاع الجمعية دا منو ، نحن حاجزنو لينا اكثر من شهر لمناسبة زواج ... 
- الحديد ناقص أمشي يا ولد لي ناس عمك عبدالله شوف الحديد الناقص دا هناك 
الخ الخ الخ 
وفي الإتجاه الآخر تجد من يقوم بارسال تعليماته للأولاد الصغار بنظافة الصيوان من الداخل ،
- يلا يا أولاد شيلو الحجارة دي كلها ارموها وراء الصيوان 
- ياخي ولد مصطفى دا اصلوا ما بشتغل بس قاعد يشاغل في الأولاد ( الله يلعن ......)
وتجد من يقف مع بعض الشباب مصدرا تعليماته بالذهاب للفرن لاحضار الخبز وآخرون يذهبوا لموضوع الساوند والكشافات وخلافه ، 
أما في المآتم فيكثر التنظير ابتدأ ممن يحضر وتبدو على ملامحه الدهشة بخبر الوفاة علما بأن المرحوم يكون متوفي ( سريريا ) لاكثر من عام ،، لا حول ولاقوة الا بالله ،، الوفاة دي حصلت متين ،، وتبدأ رحلة التنظير ،، أها كلمتوا عثمان في الأمارات ،، وناس ودنوباوي عندهم خبر ،،،ويقطع هذا الإسترسال بكاء بعض النسوة وهن ( ينهنهن ) بصورة تمثيلية ، ويظهر أخو المرحوم بعد أن يقوم بمحاسبة صاحب الأمجاد ويطمئن من أن الباقي مظبوط فيضعه في جيبه ثم يعدل من عمامته ويبدأ في النحيب بصوت أجش عالي ليلتفت له كل من في الصيوان ،، ويقوم بعضهم بالركض ناحيته وتتكرر كلمة ( أستغفر ربك ،، كلنا لها،،، الدوام لله  ) ،، علما بأن أخو المرحوم هذا كان مقاطعا شقيقه لأكثر من خمسة سنوات ولم يزره قط طيلة فترة مرضه التي طالت ؟
- في مقدمة الصيوان هناك من يستفسر بالهاتف الجوال عما اذا قام الشباب بتجهيز القبر ثم يأخذ شقيق المتوفي ليدخله معه للقيام بغسل الجنازة دون الإلتزام بالشروط المقيدة لذلك .
بعد أكثر من ساعة تتحرك الجنازة في (بوكس ) يلتف حولها مجموعة من زويه في مظهر دراماتيكي اذ أن بعض الذين ركبوا مع الجنازة قد حزم نفسه بعمامته بصورة تدل على أن الأمر قد حزم ولابد من ربط العمامة بتلك الطريقة وربما شعور بالجوع يحاول أن يتغلب عليه بتلك الطريقة ،، بعض النسوة يركضن خلف البوكس ويتبرع من هو اعلا الراكبين صوتا بإنتهارهن ، ( ارجعوا البلاء اليخمكن كلكن ) تحس في نبرات صوته وكأنه يود أن يصفي حساب قديم من هذا الجنس من البشر . يخرج السائق رأسه مخاطبا الراكبين في الخلف متسائلا ، الدفن في احمد شرفي ولا البكري ؟؟؟ فيهمهم الجميع بأنهم لا يعرفون تماما إلا أنه بتبرع حسن فلسفة وهذا إسمه بأن يعمل خياله ، فيرد بما أن ناس عمك ديل انصار فالدفن سيكون في أحمد شرفي ،،، 
يصل الركب للمقبرة فيقوم بعض الحاضرين بالذهاب للمغاسل للوضوء للصلاة على الجنازة وكثير منهم لا يؤدي الصلوات المفروضات ولكنه يبادر لصلاة الجنازة وكأنها هي التي فرضت ولم تفرض الخمس صلوات المتعارف عليها ، يصطف الحاضرون ويحضر الشيخ والذي يبادر بإصدار تعليمات شديدة بأن أصطفوا لاكثر من خمس صفوف ،، وبين الفينه والأخرى ينظر للحضور وكأنه يقول لهم ( شفتو الموت قريب كيف ،،) وكأنه يتشفي من الحاضرين ببسمات باهته يوزعها يمنة ويسرة .
بعد الإنتهاء من الصلاة يبدأ التنظير في اعلى صوره بدأ من حمل الجنازة لمثواها فكل يود أن يقوم بهذه المهمة مع قصر المسافة بين المصلى والقبر وما أن تقترب الجنازة إلا وتتعالى الأصوات ( جيب الجنازة بي جاي ،، خلي الرأس تجاه الجنوب والارجل تجاه الشمال ، وين ود المرحوم ،، خليه ينزل عشان ينزل الرأس ،، يا خوانا شوية كدا وينبري صوت بلا مقدمات يبدأ في قراءة سورة يس ،، بعض الحاضرين يذهبون بعيدا تحت ظل شجرة لا ظليل ولا يقي من حر ذاك اليوم ،، ويبدأوا في التحدث عن المرحوم ومشاكلو مع ناس التعاون ،، ( كفي بالموت واعظا ) ( أسمع خت طينة تحت رأس الميت ،، يلا يا شباب جيبو الطوب ،، الطين دا لين اديه شوية تراب ،،،، أمسك يا شيخ محمد ،،،،) وتتم عملية الدفن وبعد أن يهيل الجميع التراب على القبر يبدأ تسوية القبر بالواسوق والبعض يبالغ في التسوية لحد أنهم لا ينقصهم حينها إلا ميزان موية وقدة ، ثم ترش الماء فوق القبر ، ويبدأ الجميع بقراءة الفاتحة ولا ينتهي الجميع من قراءة الفاتحة إلا هناك من يطلب منهم قراءة الأخلاص (11) مرة لروح المرحوم ، بعدها يتحرك الجميع في حالة يرثى لها من الغبار والتعب في ذلك اليوم الغائظ للصيوان لتبدأ رحلة تنظير جديدة.





عرس عثمان



مهدي شاب مغترب أنفق من عمره أكثر من عشرة سنوات في مغتربه يجمع الأموال لتأثيث بيت الزوجية ،، وبعد مضي تلك المدة الطويلة قرر أن يرجع ويتزوج إلا أنه أكتشف بأنه لا يعرف عروسة بعينها وكل الفتيات الآئي تركهن قبل اغترابه قد تزوجن وأنجبن ،، لم يساعده من الخروج من هذا المأزق إلا أبن خاله عثمان الذي حضر حديثا من السودان بعد أن تزوج من أحدى قريباته ، فوعده عثمان بإحضار شريط الفيديو الخاص بحفل زواجه ومن ثم يمكن له أن يختار شريكة حياته ،، أحضر عثمان الشريط وجلسا مدة ليست بالقصيرة حتى اهتدى مهدي لاحدي الفتيات فراعه جمالها وسأل عثمان عنها أن كانت متزوجة أم لا ،، أكد له عثمان بأنها لازالت تدرس في الجامعة ، قرر مهدي الزواج من تلك الفتاة فأتصل بأخواته وحدثهن عن اختياره فأمنوا على أنه فتاة ممتازة و (ست بيت ) فرح مهدي كثيرا وتمت الخطوبة وهو لا زال في مغتربه وحدد الزواج ، سافر مهدي بعد أن قضى زهاء العشرة سنوات وذهب مباشرة لمنزل مخطوبته واتفقا على تحديد تاريخ الزواج وكان الزواج .
جلس مهدي في ( الكوشة ) بفتح الكاف وزوجته بجواره وبعد التهانئ من الأهل والأصدقاء بدأ مهدي (يبحلق) في الموجودين فوجد فتيات أكثر جمالا من زوجته بفارق كبير فبات ما أن تأتي الفتاة لتهنئته حتى يشدها  بشدة من يدها وهو في غاية الإنفعال سائلا  ( أنتي  عرس عثمان ما عزموك ليه ) ؟

حلم أم حقوق



سأل رجل أمريكي أحد السودانيين الذين التقاهم ماهي أحلامك التي تود أن تحققها فأجابه السوداني بعد تفكير عميق أجابه قائلا:  اعمل براتب محترم ,ابني بيت , اشتري سيارة ،اتزوج , انجب اولاد , ادخلهم مــــدارس الخ ..    

قاطعة الامريكي قائلا ( عفوا، اعتقد اني قد سئلتك عن احلامك وليس عن حقوقك ؟؟

الخميس، 7 يونيو 2012

لحظة ألم

كانت في العام الأول في الجامعة ، تعرفت عليه من ضمن الشباب الذين تعرفت بهم ، كان متميزا في أسلوب مخاطبته لجميع زملائه ،، كان يجمع بين الثقة في النفس والكياسة في التعامل ، استمرت العلاقة بينهما وكان كلما يمر يوم تتوطد العلاقة بصورة أكبر حتى صار حبا جارفا تحدث به الأساتذة قبل الطلاب ،، وكان إبراهيم ( وهذا أسمه ) لا يهنأ له بال أن غابت سناء لأي سبب عن الدراسة وتراه ممتقع اللون ساهما بصورة يرثى لها ،، عدت سنوات الدراسة في الكلية بسرعة لم يشعرا بها حيث أن علاقتهما قد ساهمت في انقضاء الوقت بصورة سريعة ،، وتعاهدا على أن يتوجا حبهما هذا بالزواج وكانا ينتظران فقط تخرجهما من الكلية ومن ثم يشرعان في تجهيز أمر زواجهما ،
تخرجا من الكلية وبدأت معركة البحث عن وظيفة وكانت هاجس كبيرا إلا أن الأقدار قد وقفت لصالحهما إذ فجأة وبدون مقدمات أرسل له صديقه مصطفي عقد عمل مجز في إحدى دول الخليج فجهز كل حاجياته وحزم أمتعته وحدد تاريخ السفر وكانت سناء سعيدة وحزينة في نفس الوقت إذ أن حبيب العمر سوف يغيب عنها في رحلة طويلة ربما لا تتحمل مجابهة الحياة بدونه ولكنها ما أن تتذكر أن سفره سوف يصب ايجابا في تعجيل زواجهما فكانت تسعد قليلا ,
سافر إبراهيم وترك حبيبة عمره في انتظار أحر من الجمر لأوبته ومن ثم إكمال مراسيم زواجهما ،، عدت أشهر طوال وكان يتصل إبراهيم بسناء بصورة شبه يومية ليطمئن عليها وعلى وظيفتها الجديدة في احدي الشركات التجارية ثم بدأت اتصالاته تقل رويدا رويدا حتى بات يمر أسبوع واسبوعان ولا يتصل تبدلت المشاعر الجياشة أصابها بعض الفتور ، لم يكن هناك ما يبرر هذا الفتور ، سألت سناء إبراهيم بصورة مباشرة عن أسباب هذا الفتور فأكد لها أنها ظروف عمله حالت دون أن يكون على اتصال بها كسابق أيامه ،، مضت فترة طويلة أنقطع فيها إبراهيم تماما عن الاتصال بها مما ترك تساؤلا كبيرا عما أصابه ،، حاولت الاتصال به فتأكد لها أنه قد غير رقم هاتفه وانقطعت العلاقة تماما ، وكانت سناء تعاني من أمر آخر وهو أن والدها كان يضغط عليها للزواج بابن أخيه الضابط في القوات المسلحة ،، كان محمد شابا رقيقا ومهذبا لا يقل تهذيبا عن إبراهيم غير أنه يتميز عليه بأنه يعمل ضابطا وكان مستقرا ماديا وله وضعه الاجتماعي المميز في الأسرة ، وتحت ضغوط اسرتها وانقطاع إبراهيم عنها لفترة تجاوزت العامين دون أن يتصل بها وافقت سناء بالاقتران بمحمد إرضاء لوالدها و حفظا لكرامتها التي أحست بأنها ممتهنة لعدم اتصاله بها لفترات طويلة ،، وافقت أخيرا سناء وتمت الخطوبة وتم تحديد تاريخ الزواج الذي كانت ترقبه بإحساس غريب ، أحساس مزيج من الهزيمة والفرح المالح ،، وكان يوم الزفاف وتم كل شئ حسب ما هو مخطط له واعد الصيوان بصورة جميلة تليق بسعادة الضابط محمد وعروسته سناء ووسط الأهازيج وصوت المغني وهو يشدو والعريس والعروس يجلسان في أريكة أعدت بصورة رائعة تتناسب مع عظمة ذاك اليوم ، حدث ما لم يكن في الحسبان إذ توقفت سيارة أجرة ونزل منها إبراهيم وكان واضحا أنه قد قدم لتوه من المطار وما أن شهد الحفل البهيج حتى طفرت دمعة حرى من عيناه ، لمحت سناء وجه إبراهيم حتى فغرت فاها في اندهاش إلا أنها لاحظت أمرا جلل رأت إبراهيم وقد غابت يده اليمنى ،كان ذلك واضحا من خلال كم القميص الذي يرتديه وقد أخذت الريح الخفيفة تلك الليلة في تحريكه يمنة ويسرة ، تسمر إبراهيم في مكانه وسط دهشة كثير من زملائهم الذين حضروا للمشاركة في الزواج ، انتبه إبراهيم أخيرا فرجع بسرعة للسيارة الأجرة التي يستغلها وغاب عن الأنظار ،، وغابت قصة حب شديدة الجيشان بعد أن عرف الجميع الظروف التي مر بها إبراهيم والحادث الأليم الذي كان سببا في انقطاعه طيلة هذه الفترة والذي راح ضحيتها قلبه المحب ويده اليمنى .

الأربعاء، 6 يونيو 2012

مفروشات الندالة

مفروشات الندالة







الحنكشة

الحنكشة
ظهرت في مجتمعنا السوداني الأصيل كثير من الإهتراءات التي أثرت كثيرا في نسيجنا الإجتماعي ومن تلك الإهتراءات الظاهرة ، ظاهرة ما يسمي بالحنكشة ، وهي تعني في إعتقادي هي التميع بقصد او من غير قصد وقد تبدو مقبولة من البنات إلا انها لا تقبل بتاتا من الأولاد ، ومن الواضح أنها وفدت لنا مع اولاد وبنات الشهادة العربية وبعض الطلبة المولودين في أوروبا والحنكشة خشم بيوت ،، إلا أن هناك حنكشة ( محلية ) وما مقبولة ، أما أطرف ما قرأت في فنون الحنكشة هي نصائح يسديها حنكوش قديم واليكم بعض منها :

1- ارسال الشعر عند البنات مع إضافة الجل عند الشباب
2- التحدث همسا وبرقة ونعومة وأنت تمط الكلام قدر ما تقدر
3- اذا ذكرت كلمة شعبية حتى وأن كنت ( كنتي ) تعرفينها فوضحي أنك ما عارفا معناها شنو
4- سبلي عيونك وحركي رموشك بسرعة ( دي خاصة بالبنات ) مع محاولة النظر للسقف بصورة متكررة
5- اختيار اللبس الفيهو اشكال دب وقط وأرنب وألوان كثيرة ( للجنسين )
6- الإبتعاد نهائيا عن مفردات ناس السوق الشعبي واكثر ( أكثري ) من كلمة ( ياااااااي ) وكلمة ( ستايل ) وكلمة ( مبالغة ) .
7- فلتكن تحيتك دائما ( هاي ) .

أما حنكشة ناس ( قريعتي راحت ) فهي التي تحمل الطرافة فمثلا حناكيش أمبدة بستحوا يقولوا نحن من أمبدة فيختصرونها MBD وكمان ناس الحاج يوسف يقول ليك أنا من SAINT JOSEPH ، وطبعا الحنكوش ( قريعتي راحت ) بكون عاين للسينما بخرم الباب وجاء البوليس سكاهو.. و اكل شطة بعجور ..او اتسلف بنطلون صاحبو عشان يمشي بيه العرس أو ركب ركشات ، وشرب موية طين كما هو حادث هذه الأيام بس يكون عاشر حناكيش اصليين وحاول يجاريهم
وهذا الحنكوش يعتمد كثيرا على المظهر الناعم وكثرة الجل والكريمات وتجعيد الشعر بصورة غريبة . والمبالغة في استعمال حرف ( الجيم ) المعطشة لمن ريقها نشف . أو بدء الحديث بجملة استهلالية ( يلا.......) . أو استعمال كلمة NEW LOOK بكثرة في حديثه أو حديثها .
من أطرف ما قال الحناكيش :

*الحنكوش قال لامو ماما ماما لو ماجبتي ليا السيارة اللكسز اخر مديل باكل ملاح شرموط اتسمم واموت






بكاء آخر زمن

بكاء أخر زمان ( منقول )
ملاح قرع و بامية مفروكة وكسرة وصحن سلطة و(ملاحة) ... ده كان الأكل فى بيوت البكا قبل أن يصبح (البكاء ذاتو) مظهر إجتماعى ونوع من أنواع (الفشخرة) بعد أن اجتاحت البلد أعداد مهولة من (المليارديرات الجدد) أصبحت تؤثر سلوكياً على بقية الطبقات الأخرى حتى صارت (الفاتحة) هى الفرق الوحيد بين الأتراح والأفراح!

عندما توفى رجل الأعمال (حسن يورو) قامت أسرته بفتح أبواب (الفيلا) الفاخرة لأفواج المعزين علاوة على (صيوان) ضخم نصب بطول الشارع العريض مزود بعدد مهول من مكيفات الهواء تغطى أرضيته (السجاد) لزوم (عدم الغبار وكده)!

عند موعد الغداء انتشر أفراد يرتدون زياً موحداً يحملون (صوانى الأكل) النيكل الناصعة التى ترتاح بداخلها أطباق المشويات والمحمرات والمقبلات وقطع الرغيف الفاخر بينما وضعت امام كل صينية عدد من زجاجات المياه المعدنية البااااردة!

فى صالون النساء جلست سوسو (فى الأصل ست البنات قبل أن يصبح حسن يورو رجل أعمال) جلست على سرير خشبى مستورد عليه ملاية قطيفة تتلقى التعازى من جاراتها وصويحباتها اللواتى جئن وهن فى كامل زينتهن (ناقشات) الحنة الما خمج يرتدين ثياب (الشيفون) المطرزة والشباشب ذات الكعب (البلية) تمتلئ أياديهن ورقابهن بآخر صيحات سوق الدهب فى (دبى) وبقية العواصم الخليجية!

- كلمتى (عوضية ردحى)؟

همست (سوسو) لجارتها وصديقتها (نوسة) والتى مالت قريبا منها وهى تجيبها:

- والله (عوضية ردحى) دى قالو عندها مناسبت بكاء فى (مدنى) سافرت مشت ليها، قمت مشيت لى (هاجر حى ووب) قالو ليا عندها إرتباط خارجى فى (دبى) فى واحد من ناس الجالية مات هناك أها فى الأخير مشيت كلمت ليكى (حنان سكليب) لقينا ما عندها ارتباط ووقعت العقد مع مدير أعمالا! وأديتو مليون عربون مقدم.

- وشالت منك البيانات!

- أديتا ليها كووولها.. المرحوم كان شغال شنو؟ وعندو كم عمارة؟ وقاعد يتبرع لى ياتو (نادى) وإشترى ليهم كم (لاعب)؟ وعربيتو الراكبا نوعا شنو؟ وموبايلو الشايلو موديلو كم؟

انتهت مجموعات النساء من تناول طعام الغداء الفندقى (الما خمج) ثم جئن لهن بالتحلية (باسطة وبسبوسة وكنافة وعين جمل وأم على) شئ باللوز وشئ بالجوز وشئ يالما بعرفو شنو داااك وبعد أن (ضربن) بدأن فى زحزحة الكراسى (البامبو) والجلوس كيمان كيمان (للشمارات) وهن يمسكن بثرامس الشاى (المذهبة) المتشابهة (الكبيرة حقت الشاى والصغيرة للجبنة) التى تفوح من (فناجينها) رائحة (المستكا)..

وفجأة دخلت إلى الصالون شابة (آخر شياكة) ذات مظهر يطابق كثيرا مظهر مغنيات هذا الزمان يمشى خلفها ستة (شابات آخريات) من نفس الشاكلة يرتدين زياً موحداً وهن يرفعن أياديهن عاليا فى حركات متتابعة ويصحن بصوت كالجرس يشق عنان السماء:

ووووب ووووب وووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووب..

ثم تبدأ (حنان سكليب) فى السكلى و(الوصف) وهن يرددن خلفها:

- ووووب عليا والله ليا يا حسن يوروو يا البتدى البتدورو والما بتدورو

ووووب عليا والله يا صغير وجاهل يا البتجيب القروش بالساهل

يا ود امي.. هيء يء يء يء ..

الكورس : وووب ... وووب ...ووووووووب

الليله يا حليلك يا زين الرجال ياملك الدولار يا البتستر الحال

الليله يا حليلك يا البتشيل من البنوك وتشتت قبال ما يلحقوك

يا ود امي... هيء يء يء يء ..

الكورس: وووب ... وووب ...ووووووووب

الليلة وينك إنتا يا الإسبليت هبوبك والهمر ركوبك

الليله وينك إنتا يا البنيت المقصورة وركبت النافورة

الليله وينك إنتا يا أب جيوب منفخة وأب عربية مصفحة

يا ود امي.. هيء يء يء يء ..

الكورس: وووب ... وووب ...ووووووووب

يا حليلك الليله يا البتفك الصعيبة ويا البتسجل اللعيبة

يا حليلك الليله يا جوكى البنوك يا التهريبك بالسنبوك

يا ود امي.. هيء يء يء يء ..

الكورس: وووب ... وووب ...ووووووووب

ثم تعدل (حنان سكليب) توبا الشفون (الترانسبيرنت) الكان واقع وتنظر للكورس خلفها نظرة الفنان الذى يود أن (يختم) الأغنية فيبدأن فى (تحرير) البكاء ويرفعن أصواتهن ويضربن بأياديهن ليبدين زينتهن (دهب دبى وكده) ... ووووووووووووب وب وب وب ووووووووب ثم يتوقفن فى لحظة واحدة بإشارة من (حنان سكليب)! التى تجلس على أقرب كرسى وتتناول علبة مناديل الورق وتخرج منديلين تمسح بهما حبات العرق التى تساقطت بفعل المجهود رغم برودة التكييف ثم تلتفت إلى النسوة اللواتى كن فى الصالون يتابعون (فاصل السكليب) قائلة:

- قبلكن وحدكن.. جنس بخلن عليكن .. أول مرة أمشى ليا (بيت بكا) ما ينقطوا ليا فيهو!!

النتحيبة

النتحيبة
في مستوصف من مستوصفات العاصمة اجتمع نفر من الدكاترة والممرضات والسسترات يعملون في دأب وبروح الفريق الواحد ، وكان عمك ( عطا ) رجل من العقد الخامس من عمره وكان يعمل غفيرا في ذاك المستوصف ، علاقتهم ببعض كانت متميزة وفي فترات الفراغ يتجاذبون الأحاديث ويتفقدون بعضهم البعض ، كان عم عطا من جيل مختلف قدم للخرطوم من إحدى قري الجزيرة ، كانت تربطه بالطبيبات الموجودات ملح وطرف كثيرة أورد لكم واحدة منها :
كان عم عطا يعاني من دمل ( حبن ) وكان كثيرا ما يؤلمه خصوصا في فترات المساء وكانت الطبيبات يهتمن كثيرا بنظافة وغيار الدمل ( الحبن )
في مساء يوم قدم عم عطا من الخارج مسرعا فسألته طبيبة صغيرة في السن
- في شنو يا عم عطا
فرد عليها مسرعا :
- النتحيبة بدت ( ويعني أن نوبة الدمل قد بدأت وبدأ يشعر بالألم بصورة شديدة )
فردت عليه الطبيبة في برأة شديدة
- مسلسل يا عمو ؟؟

السقا والجرتين

السقا والجرتين


كان لأحد الملوك ساقي يحضر له الماء يومياوكان عند الساقي ...جرتين واحدة سليمة والأخرى فيها تشققات وكان يملاهما بالماء ويأخذهم للملك الملك كل يوم يشرب من الجرة السليمة ويزعجه شكل الجرة القديمة التي فقدت نصف ماءها وابتلت من خارجها في احد الأيام اشتكت الجرة القديمة للساقي وقالت له : لماذا تعذبني هكذا وتجعلني اذهب كل يوم عند الملك وهو كل يوم يفضل الأخرى أذا كنت لا أصلح فاتركني واشتري جرة جديدة قال لها الساقي اصبري غدا سأبين لك لماذا احتفظ بك وفي الغد ملأ الجرتين كالعادة ثم قال لها: انظري خلفك فرأت أن الجهة التي تمر منها كل يوم امتلأت بالخضرة والأزهار والتف حوله الفراشات والنحل بسبب الماء الذي تفقده كل يومأما الجرة السليمة فكانت جهتها جافة قاحلة لأنها لم تكن تترك ماء في الطريقثم قال لها الساقي: هذا دورك أنت ولا تقارني نفسك بالجرة السليمةالتي ليس لها إلا سقاية الملك أما أنت فلك رسالة اكبر فانظرى للذين يستفيدون منك.

---------------------------------------------------------------------------
ما يستفاد من القصة:

على صاحب الرسالة أن لا يقارن نفسه بالناس الذين يأكلون ويتمتعون كالأنعام ربما صحيح قد يكون عندهم مال أو جاه أكثر منه لكن دوره في الحياة أعمق واكبر

عين الحسود فيها عود


صعدت الأم وأخذت تساعد ابنتها في ارتداء فستانها الأبيض و حانت وقت الزفة و الفتاة واقفة بجوار عريسها...
أخذت الفتاة تقول لأمها أنها لا ترى شيئاً أين الناس؟؟
أين الحضور ؟؟ لا أرى شيئاً
أصبحت الأم تهدأ ابنتها ونصحتها أن تقرأ بعض آيات القرآن ربما يكون بسبب التوتر ولكن من غيرجدوى
فأخذت العروس تبكي وتقول إنها لا ترى.. كل ما هو حولها ظلام ..
أمسكت الأم بيد ابنتها وصعدوا إلى غرفه العروس ومعهم العريس.. حاولوا تهدئتها وجميع من في القاعة في ذهول ودهشة ما الذي حصل؟؟ ماذا جرى؟؟
وكثر الهمس والجدل حتى نزلت الأم وآخذت تخبر الحضور بأن ابنتها لا ترى، وطلبت من الحضور أن يتوضأو فربما أصيبت ابنتها بعين حاسده ..
واستجاب الحضور رأفة ورغبة في مساعدة العروس ..ولكن العروس لم تسترد بصرها
وأصر العريس على تكمله مراسم الزواج وهو مصمم على الاحتفاظ بها بالرغم من حالتها..
وهكذا أخذت الفتاه تتردد على الأطباء
والشيوخ حتى سمعت في يوم من الأيام عن شيخ جيد ذهبت إليه، قال لها أنها مصابة
بعين قوية لا تذهب إلا بموت صاحبها أو بمعرفته وأخذ أثر منه..
ومرت السنين واستسلمت العروس لحالتها وأنجبت أطفالاً..
وفي يوممن الأيام.. استيقظت من نومها وهي ترى!!!
أول ما فكرت أن تفعله ركضت إلى الهاتف حتى تبشر والدتها..
أجاب أخوها: الو. قالت : أريد أمي لقد أبصرت لقد أبصرت اخبر أمي إني أبصرت.
فقال أخيها وهو مختنق بغصة الم: لقد توفيت والدتناهذا الصباح !!!؟؟؟


سبحان الله جميع الحضور قد توضأ إلا الأم ولم يخطر في بال احد أنه من شدة إعجاب الأم بابنتها يمكن أن تحسدها




مرسلة بواسطة الطيب مدني في 8:07 ص
إرسال بالبريد الإلكتروني
كتابة مدونة حول هذه المشاركة
المشاركة في Twitter
المشاركة في Facebook

حكم والله حكم

حكم والله حكم


شتم رجل أحد الصالحين.. فالتفت الصالح إلى الرجل وقال له: هي صحيفتك فاملأها بما شئت..

إذا قدت سيارتك وآذاك إنسان فلا تنزعج..واستخدم القاعدةالمكتوبة على المرآةالجانبية: "الأجسام التي تراها هي أصغر مما تبدو عليه في الواقع"


لا تخجل من أخطائك** فأنت مصنف من ضمن البشر..
... ولكن اخجل إذا كررتها** وادعيت أنها من فعل القدر..
عندما تنمو أظفارنا..نقوم بقص الأظافر.. ولانقطع أصابعنا..!
وكذلك عندما تزيد مشاكلنا بالأسرة..يجب أن نقطع المشاكل.. لا أن نقطع علاقاتنا

لوضربت طفلا ضربةخفيفة وأنت "توبخه" لبكى..ولوضربته ضربةأقوى وأنت "تمازحه" لضحك..لأن الألم النفسي أشد إيذاء من الألم الجسدي..الكلمة تجرح

من شجرة واحدة يمكنك أن تصنع مليون عود كبريت..ويمكن لعود كبريت واحد أن يحرق مليون شجرة..
"لاتدع موقف غضب واحد يحرق صورتك أمام كل الناس"


انتبه!
إن الذي يمدحك بما ليس فيك وهو راض عنك.. سيذمك بما ليس فيك عندما يسخط عليك..
*******
حاول أحد الموظفين إيهام من حوله أنه شخص مهم..فلما طرق رجل عليه الباب سارع الموظف إلى حمل سماعة الهاتف متظاهرا بأنه يكلم شخصا مهما..فلما دخل الرجل قال له الموظف:"تفضل اجلس ولكن انتظرني لحظة فأنا أحاول حل بعض المشاكل.." وبدأ يتظاهر بأنه يتكلم بالهاتف لمدة دقائق..ثم أغلق السماعة وقال للرجل: تفضل ماهوسبب زيارتك؟
فقال الرجل: "جئت لإصلاح الهاتف يا أستاذ"!!
فلنقبل أنفسنا كما نحن..فإن الناس تكره المتصنع..
********
أحس رجل بأن عاملا فقيرا يمشي خلفه..فقال الرجل في نفسه: "هؤلاء الشحاذيين دائما يلاحقوننا ليطلبوا مزيدا من المال..!"
فقال العامل الفقير للرجل: عفوا ياسيدي..محفظتك سقطت منك..
"فلنحسن الظن بالآخرين"********

نحن نعلم أن للطاولة أرجل ولكننا نتقبل أنها لا تسير..
نحن نعلم أن للقلم ريشة ولكننا نتفهم أنه لا يطير..
نحن نعلم أن للساعة عقارب ولكننا متأكدون أنها لا تلسع..
نحن نعلم أن للباب يدا ولكننا لا نريد منه أن يصافحنا..
"ونحن نعلم أن كثيرا ممن حولنا لهم قلوب ولكنهم لا يشعرون بنا.. فلنتقبل ذلك.. أهم شي أن الله معن