الأحد، 29 يوليو 2012

القارب العجيب




تحدى أحد الملحدين- الذين لا يؤمنون بالله- علماء المسلمين في أحد البلاد، فاختاروا أذكاهم ليرد عليه، 


وحددوا لذلك موعدا.وفي الموعد المحدد ترقب الجميع وصول العالم، لكنه تأخر. فقال الملحد للحاضرين: 


لقد هرب عالمكم وخاف، لأنه علم أني سأنتصر عليه، وأثبت لكم أن الكون ليس له إله !وأثناء كلامه حضر 


العالم المسلم واعتذر عن تأخره، تم قال: وأنا في الطريق إلى هنا، لم أجد قاربا أعبر به النهر، وانتظرت 


على الشاطئ، وفجأة ظهرت في النهر ألواح من الخشب، وتجمعت مع بعضها بسرعة ونظام حتى أصبحت 


قاربا، ثم اقترب القارب مني، فركبته وجئت إليكم. فقال الملحد: إن هذا الرجل مجنون، فكيف يتجمح 


الخشب ويصبح قاربا دون أن يصنعه أحد، وكيف يتحرك بدون وجود من يحركه؟!فتبسم العالم، وقال: فماذا 


تقول عن نفسك وأنت تقول: إن هذا الكون العظيم الكبير بلا إله؟! 

الثلاثاء، 24 يوليو 2012

مطار



لا يزال لزمن اقلاع الطائرة حوالي الساعة ، ذهبت للكافتريا داخل المطار وأشترت صندوقا من البسكوت بعد أن أحست بلسعات من الجوع الشديد حيث أنها لم تتناول شيئا منذ الصباح ، أشترت صندوق البسكوت وجلست ، وبينماهي منهمكة في البحث عن شيء ما في حقيبتها اذا بشاب يجلس في الكرسي الذي بجوارها ، فتح الشاب صندوق البسكوت وتناول واحدة فرمقته بنظرة قاسية ، يا للوقاحة ، ألم يعد هناك ذوق رددت هذا في سرها وفتحت الصندوق وتناولت واحدة إلا أن الشاب مد يده وتناول واحدة أخري ، كاد الدم أن يغلي في عروقها من وقاحة هذا الشاب ، لم تتحدث معه بل أكتفت بنظراتها القاسية تجاهه واصل الشاب في تناول قطع البسكوت وهي لم تجد وسيلة لمنعه إلا أن تدخل معه في سباق يأخذ واحد فتأخذ هي واحدة ، أرتفع رتم السباق وسرعته حتى وصلا لآخر واحدة مدا يداهما في آن واحد إلا أن يد الشاب كانت الأسرع فأخذ القطعة وقسمها لنصفين فأخذ واحد وترك لها النصف الآخر ، أخذت النصف المتبقي وقد بلغ بها الغضب مبلغه ،، في تلك اللحظة أعلن عن موعد اقلاع الطائرة ( وعلى السادة المسافرين التوجه لبوابة السفر رقم ....) لملمت حاجياتها وتوجهت لسلم الطائرة وما أن أستقرت في مقعدها في الطائرة حتى فتحت حقيبتها لاغلاق الجوال ,,, فكانت المفاجأة إذ وجدت صندوق البسكوت الذي أشترته قابعا داخل شنطتها ، فآثرت أن تنوم أو تتناوم طيلة تلك الرحلة حتي لا تقع عينيها في عيني ذاك الشاب ,,,,,,


الاثنين، 23 يوليو 2012

هذا صبي هائم

قصيدة جبران خليل جبران التي كانت تدرس ونحن في المرحلة الأولية ،، كنا نرددها ونحفظها كي لا يقسو علينا المعلم بالضرب ،، كبرنا وترعرعنا ولم ندرك الكلمات إلا بعض أن صرنا أو صار بعضنا هو هذا الصبي البائس ،، حينها ادركت أن التغيير الإيدولوجي في حياة الأنسان لا يظهر هكذا وإنما يأتي عن معاناة الإنسان في الوسط الذي يعيش فيه وعليه لا يكون ظهور تشي جيفارا وهوتشي منه   والمهاتما غاندي إلا ردت فعل لمظاهر الظلم في تلك المجتمعات ، لا أجده تبريرا لهذه الشطحات ولكنه سياق منطقي للأحداث ،،،،، 



هذا صبي هائم
تحت الظلام هيام حائر
أبلى الشقاء جديده
وتقلمت منه الأظافر
فانظر إلى أسماله
لم يبق منها ما يظاهر
هو لا يريد فراقها
خوف الفوارس والهواجر
لكنها قد فارقته
فراق معذور وعاذر
إني أعد ضلوعه
من تحتها والليل عاكر
أبصرت هيكل عظمه
فذكرت سكان المقابر
فكأنما هو ميت
أحياه عيسى بعد عاذر
قد كاد يهدمه النسيم
وكاد تذروه الأعاصر
وتراه من فرط الهزال            


تكاد تثقبه المواطر


الأحد، 22 يوليو 2012

الفورة مليون

خلال الأسبوع الماضي جمعتني رحلة لمدينة بكين الصينية مع أخوة إعزاء من الإعلاميين السودانين كانوا هم في طريقهم لحضور دورة لمدة أسبوعين وذلك وفقا للبرتوكول الإعلامي الموقع بين السودان والصين ،، إلتقينا في مطار دبي في صالة الإنتظار في انتظار أعلان المذيع الداخلي للمطار الطلب منا التوجه لبوابة السفر رقم ... حسب ما هو متبع ،، تعارفنا وتجاذبنا أطراف الحديث ،، تحدثنا عن هموم السودان وما يمر به من مشاكل اقتصادية وأمنية وأدلي كل منا بدلوه ،، كان في الوقت متسع وبإمكانك أن تطرح رائيك بأكثر من وجه فلا زال المذيع الداخلي لم يعلن عن البوابة المعنية كما أن هناك عدد كبير من الساعات تمكننا التحدث بأستفاضة حيث أن الرحلة من دبي الي بكين حوالي السبع ساعات ونصف ،، كان أكثر ما يميز جماعتنا تلك هو ذاك الشاب الرائع القسمات ، شاب  تفوق علي أبناء جيله ،، مثابر ويمتلك الموهبة التي جعلت منه مذيعا مقتدرا ومراسلا ناجحا يتمتع بثقافة عالية ،، يطربك بحديثه عندما يتحدث وعميق الفكر همام يحب عمله كثيرا ، يعرف كيف ينتقي المفردة التي تستقر في قلب المستمع قبل أذنه ،،، أنه المذيع بقناة النيل الأزرق ومراسل قناة العربية ، الشاب القادم  من مدينة الأبيض سعدالدين حسن ، كان أمر طرح فكرتك ومناقشتها أمر متاح ما لم تحجم أنت من نفسك فالوجود مثقف ومتفهم والزمن متاح .

ذكرتني هذه قصة أثنان سجينان وأرادا أن يسليا انفسهما بلعب الورق ( الكتشينه ) فجلسا وسأل أحدهم ( أها الفورة كم ) فرد الآخر ( مليون ) فتضجر الأول وقال له : يازول مليون كثير فرد عليه زميله ( ونحن ماشين وين .) مشيرا الي أنهم يقضون فترة سجن طويلة .




السبت، 14 يوليو 2012

حكاية السرة بت حاج الصافي ( بانوراما سودانية )





(( دحين يالسرة تطري عاما أول لمن جونا ناس القراحة ،، الوردة المسكتك ديك كن دار توديك الآخرة )) قالت هذه العبارات الزينة وأناملها تقفز يمنة ويسرة وهي تمشط في جدائل إبنتها السرة ذات الثلاث وثلاثون عاما ولم يأذن الله في أمر زوجها بعد (( آي يا يمه كيفين ما بتذكر ومن يومها وأنا اتنضرت ما أتقرح تاني )) ردت السرة وابتسامة باهتة بانت من بين شفتيها المشققتين ، آثار من الندوب الغائرة على صفحة وجهها الشاحب تحكي عن تاريخ صاخب لتلك الفتاة المشاكسة ، جسد ناحل هزيل إلا من بعض التعرقات والعضلات الضامرات في سيقانها النحيلة وذاك من جراء المشي يوميا إلي البحر لورود الماء ، لم تعش السرة حياة هادئة كمثيلاتها من بنات القرية الأخريات ، كان ( الكركار ) لا يعرف طريق لشعرها الكث القصير المتلبد واظافرها لم تحلم يوما بطلاء الأظافر ( المنكير ) ، سواعد معروقة لا يزينها إلا سوار من البلاستيك الاحمر ، نشأت السرة في أسرة فقيرة تتكون من والد كهل ( حاج الصافي ) قد بلغ من العمر السبعون ونيف ، عاش حياته في عراك مع الفقر والفاقة ، يزاول الزراعة المطرية و لايملك لها من مقومات وكفاءة سوى ( طورية ) ليقرع بها الماء و ( سكاكة ) تساعدة في بذر البذور بعد الحراثة و( نجامة ) ينظف بها الأعشاب الطفيلية التي تنمو ما بين السرابات وفوق هذا وذاك يمتلك صبر جميل يحسده عليه كل أهل البلد.

أما والدتها حاجة الزينة فكانت سيدة قد تجاوز عمرها الخامسة والخمسون إلا أنها لا زالت تحتفظ ببقايا من لمسات جمال نبيل وقسمات تنبيء عن حسن بائد ، وتنظر بين ثنايا وجهها وبين التجاعيد التي بدأت ترتسم على وجهها فلا تكاد تفرق بين تلك التجاعيد وشلوخها ( المطارق ) المنسحبة على صفحة وجهها وشفاه يبدو بها آثر ( دق ) أخضر عميق ، كانت الزينة تعرف بأنها أمهر الماشطات في تلك القرية والقرى المجاورة (( أها المشاط تم ،، خليني أنكسر ليك المساير دي )) حينها عدلت السرة من جلستها لتكون في مواجهة أمها حتى تتمكن من ( كسر المساير ) ..... (( عليك الله يا يمه حسي الجاك ود فودة دا كان جاء وقال أنا داير " آخد " السرة دي بتدوه ؟؟؟؟ وترد الأم في انفعال ( بري) مالك بدوك للراجل السجمان دا؟؟ وبدأت الأم تكيل في السباب والشتائم على ذاك الجاك الذي كان يطلق الشائعات ذات اليمين وذات الشمال في القرية وفي مشرع ( البنطون ) و في ( الجزارة ) بأنه يحب السرة بن الصافي ود شيخ الحلة حتى بلغ به الحد أن كتب أسمها بأحرف مهزوزة في خلفية ( الكارو ) الذي كان يتكسب منه ن وقد شاع الخبر وعم الأقاصي مما ولد حنقا غير مبرر من هذه الأسرة التي لا تؤمن بجيشان العواطف والتعبير عنها وأنهم يرون في تلك الأخبار امتهان لكرامتهم رغم حالة الفقر والادقاع التي يعيشونها ، وسكتت السرة على مضض حيث أن قلبها قد تعلق بالجاك وكم كان يكن لها من ود ومحبة عارمة لا يجد لها أهل القرية أي مبرر مقنع .

استمر الحال على هذا المنوال إلى أن صحت القرية ذات يوم على شائعة تقول أن الجاك ( خطب من فريق فوق ) يبدو أن الجاك قد انهارت كل محاولاته في اقناع أهل السرة في الأرتباط الوثيق بها ، لم تصدق السرة تلك الشائعة وقد اعتصرها ألم مبرح كيف لا وأن اسرتها قد وقفت في طريق سعادتها ،، إرتمت السرة على ( العنقريب ) في صحن ذاك الدار المتهالك وكان القمر ليلتها بدرا ونسمات صيفية تؤرج يمنة ويسرة ،، وباحة الحوش المتسعة في صفاء إلا من بعض الظلال التي تخلفها تلك الاشجار الباسقة والمتناثر هنا وهناك ،،،، و لايتنامى الى مسامعها إلا صوت غناء آت من الضفة الثانية للنهر ( الهوج ) لعله ختان أولاد حاج الزين حسب ما تردد يومها ،،،، رقدت السرة وثنت الوسادة وسرحت بخيالها بعيدا تندب حظها العاثر كيف لا وقد رفض والدها زواجها من الجاك ( والله كان مشطتي السوداء بالبيضاء الزول العولاق دا ما ياخدك ) جرت دمعة حرى على خدها وتمر بخاطرتها تلك الكلمات التي سجع بها الجاك في عرس (ميمونة السمحة ) اذ اعتلى الجاك المنصة المعدة للفنان واخذ المايكرفون وأنشد قائلا :
المهرة الفي الخلاء اليوت سحابو مبرق 
مابيني الغميد وديمة عقلـــي مشــــــرق
لو لا الملامة وخوف من اللسانا مطـرق
كت ابيت حداها ولي همومـــــــا أفــرق



لم يسترسل يومها الجاك في ذاك النظم الذي يحكي عن لوعته وتصريحه بحبه للسرة على ملاء من الناس مما أثار والدها الذي سارع بعصا غليظة وانهال على الجاك ضربا لولا تدخل الأجاويد ليلتها وفض تلك المشكلة التي كاد أن يصبح فيها الجاك جثة هامدة . كان اعتراض اهلها عليه لا يزيده الا ولها وحبا عارما لها .. تذكرت تلك اللواعج والاعتمالات التي تختلج في دواخلها والدموع كادت ان تروي تلك الوسادة التي كانت تتوسدها ولم يقطع هذا الاسترسال في هذه المشاعر الجياشة والحسرة التي قضت على الحشاشة إلا صوت المؤذن وهو يؤذن لصلاة الفجر ،، كان قد بلغ التعب مبلغه بهذه الفتاة فراحت في سبات عميق لم يوقظها منه إلا صوت الحاجة الزينة (( يابت النهار طلع قومي جيبي ليكي موية أملي الزيار دي )) .

كان صباحا مكفهرا وكانت الشمس حارقة غير عادتها في ذاك الصباح ، أخذت السرة تجر ارجلها بتثاقل نحو النهر لتملاء منه ( جردلها ) ،، وقفت على حافة النهر وهي سارحة بالخيال وطعم تلك الشائعة التي انطلقت تملاء خياشيم تلك القرية الوادعة في حلقها أمر من العلقم ،، حاولت الإنحناء لملء الأناء وهي تحسب ببرد قارس يخرج من مسامها فيختلط بلفح الشمس الحارقة وصور وخيالات مزعجة تتزاحم في مخيلتها ،،، وفي تلك اللحظة انزلقت قدماها على تلك الحافة من النهر وما هي إلا لحظات كانت السرة قد غابت عن الأنظار والى الأبد ،، غابت وهي تحمل في جوانحها زفرات حرى وعبرات ودموع قد تيبست في محاجرها ،، وذكرى حب لن يساها الزمان .





الطيب مدني

الخميس، 12 يوليو 2012

اسامة الجهامة


اسامة من الذين من الله عليهم ببسطة في الجسم فكان رجلا ضخما وذو بنية عظيمة ، اذا خلع نعليه حسبتهما كلبا حراسة  أمام الباب ، كان يعمل في مشروع الجزيرة ( مفتش غيط) وما كانت سيارته الموريس ماينر تتعطل إلا ويحملها من الخلف ويدفعها بنفسه حتى يدخلها قريتهم الوادعة فكان لا يحتاج ( لسطحة ) كما يقول أهلنا في الخليج ، كان رغم حجمه هذا إلا أنه رجل مسالم وكان كثيرا ما يحل مشاكل أهل القرية بحكمته واحيانا بخوف بعضهم منه ، كان أسامة ( هذا أسمه ) يحب الطرب وخصوصا أغاني الرعيل الأول ( عثمان حسين و كابلي ) ، كان من أحسن المستمعين .
في يوم ما كان يجلس في حفل زفاف مقام في القرية وكان يجلس في أخر الصفوف واضعا رأسه على يديه وهو في حالة استماع ،، وكان كل شئ يسير على ما يرام حتى سمع ضجيجا واصواتا عاليه اضطرت المطرب أن يوقف الغناء فرفع رأسه متسائلا ( في شنو ) فرد عليه احدهم بأن هنالك شاب يبدو انه مخمورا يتشاجر مع بعض اصحاب المناسبة ،، فأخذ ينظر ناحية ( الشكلة ) فاذا به شاب نحيل واضح عليه أنه حقا مخمور وكان يحاول أن يتفلت ممن  أحكموا القبض عليه لاخراجه من تلك الساحة إلا أنه كان يحاول الفكاك منهم مما أحدث فوضى ، وتأزم الموقف فنادى اسامة صبيا كان يشاهد الموقف وخلع إحدي نعليه وطلب من الفتي أن يحملها لذاك المخمور آمرا أياه بأن يقول له بالحرف ( صاحب المركوب دا قال ليك اطلع بره ) ، حمل الصبي الحذاء بل كان يسحبه سحبا حتى وصل لذلك الشاب واخذ يحاول أن يحدثه بالمطلوب إلا أن الشاب كان منفعلا وبعد صعوبة شديدة تمكن الصبي من أخطار الشاب المخمور بأن صاحب ( المركوب ) يطلب منه مغادرة الحفل ، ما أن رأى الحذاء حتى انتبه لخطورة الموقف وركض مسرعا للخارج .

الأربعاء، 11 يوليو 2012

دخلوني جوه

 الكرة في السودان لها ما لها من قفشات ومواقف ، يحكي أن احد من مشجعي المريخ قد دخل مباراة هلال مريخ ولسؤ حظه جلس في مساطب الهلالاب ( الملعب موزع تلقائيا بحيث أن مشجعي المريخ يجلسون في المساطب الجنوبية أما مشجعي الهلال فيجلسون في المساطب الشمالية للملعب ) دخل صاحبنا وجلس بالخطأ وكان المباراة محتدمة بين الفريقين وكان المريخ يومها متقدما على الهلال بهدف وفي لحظة تسجيل الهدف بدأ صاحبنا المريخابي بالصراخ ومكايدة الهلالاب فما كان من أحد المشجعين الهلالاب المتعصبين إلا وأن يلتفت اليه محاولا اسكاته ولما فشل في ذلك قام بلكمه لكمة قوية في عينه فوقع المشجع المريخي صريعا وراح في اغماءة طويلة وبعد محاولات لافاقته فاق فسأله أحدهم ( يازول انت كويس ) فقال( وكانت الكشافة في الملعب عاكسه ضوءها في وجهه) . : الحمد لله بس عليكم الله دخلوني من الشمس دي جوه.











الثلاثاء، 10 يوليو 2012

مسكولات


مسكول 1
استعان احد ضباط السجون بأحد المساجين لطلاء باب منزله ، وبينما كان المسجون يقوم بطلاء الباب إذا بفتاة حسناء تمر فيقوم المسجون بمعاكستها ( وين يا تتي ) فالتفتت الفتاة اليه في استغراب ( ووووب علي أنت مسجون من زمن تتي ؟؟).

مسكول 2
احدى الفتيات العوانس قد تجاوز عمرها الخامسة والأربعون عاما ، ذهبت لأحد الشيوخ ( فكي ) لكي يجد حلا لعنوستها ، فتح الشيخ الكتاب ( لادري أي كتاب فتح ) ثم قال لها : مبروك جاييك عريس وكما مغترب ، فبدأت الفتاة في البكاء فسألها الشيخ : ياخ قلنا ليك عريس ومغترب وتبكي ،، فردت والله يا شيخنا هميت من ولادة الغربة .

مسكول 3
سمع احدهم طرقا في الباب وكان ( مزاجه عالي جدا ) ففتح الباب فلم يجد احد ،،، فردد بصوت خفيت ( إيه دا مس دور ولا شنو ) . 

دي أمه دي ؟؟؟؟



كانت الساعة  قد تجاوزت الحادية عشرة صباحا ، المكان ميدان  الأمم المتحدة ، بدأ المادح في اطلاق صوته للعنان  بعد إذ افترش قطعة من القماش لتجميع ما تجود به أيادي الحاضرين بعد أن يبشر أمام المداح الذي لايفتأ يتابع طرقه للطار وهو يرجع للخلف ( رويس ) ، وكلما زادت النقود الموضوعة في تلك القطعة من القماش كلما زاد صوت المادح ( لعلعة ) ، جرت العادة في مثل هذه الحلقات أنه اذا وضع أحدهم ورقة كبيرة من النقود فيقوم بمفرده بإسترجاع الباقي حيث أنه لايوجد من ( يقالبك ) فالمادح يكتفي بالمديح باديا الزهد فيما تلك القطعة من القماش بينما أن نظره لا يفارقها لحظة على الإطلاق .


حضر أحد المختلين عقليا ووجد كثيرا من الناس يضع مبلغا من المال ( صم ) ويقوم بإسترجاع بعض الفكة  ويضعها في جيبه ويغادر الحلبة ،جلس ذاك المختل عقليا في الأرض وبدأ يجمع كمية من القروش ثم يقوم بترتيبها ثم وضعها في جيبه وهكذا استمر الحال والمادح يرمقه بعين كالشرر إلا أنه ظل يمدح بصوت بدأ بخفت شيئا فشيئا ( كهربتو بقت  خط واحد )، في تلك اللحظات العصيبة جاء احدهم مهرولا وبدأ يسأل في الحضور ( يا خوانا الشيخ مدح شفيع الأمة ) ولا احد يرد عليه ولما كرر سؤاله ارشده أحدهم ياخي أمشي أسأل المادح بوريك ،ذهب للمادح وقد بلغ به الضيق مبلغه ، فسأله : يا شيخنا عليك الله أمدح لينا شفيع الأمة ،، وضع المادح الطار في أبطه وصاح فيه بصوت عال رافعا يده  :  وين الأمة ،، أمة اريتها بالصاقعة ............. ،، ياخوانا ما تمسكو الزول دا ما يتم أولادي.


أحمد غائب في الركايب

( يا أم أحمد دقي المحلب في توب أحمد) ،،،فثوب أحمد ثوب كاسي يغطي كافة الإعراض كيف لا وأحمد دوما ينير الديار لأهل الحاجة والمثقبة فديوانه دوما مفتوح للغاشي والماشي ،،، يمد يمينه كما خريف العينة ،، ليملاء كافة الأراضي والبطاح ليشبع شهقة الأرض البكر ريقا وترياقا وبذور حنطة تكون للزمان الجائر وتخضر الحقول وترتوي من عرقه الشريف ،،، إلا أن أحمد قد مل الجلوس القرفصاء و التندر مع أقرانه في تلك المساءات الشفيفة المقمرة فحمل بعض أسماله في حقيبته الحديد وغاب في تلك المدن الضبابية،، (أحمد غائب في الراكايب) ،، نعم غاب أحمد كثيرا عن أرضه وأهله مؤملا في أن يعود لهذه القرية الناعسة على ضفاف الأزرق وهو محملا بكل الأحلام الوردية وبكل ما تجود به تلك المدن الساجية على وسائد من الدعة والخمول ،، غاب أحمد كثيرا ولم يحضر بل إنقطعت أخباره تماما عن القرية وعن حبيبة قلبة التي لا تقسم إلا بأسمه ،، فقد أحبته حبا بات كالعلامة في جبينها و لا تتحرج كثيرا في أن تذكره بشوق لا يدانية شوق،،، وجملة ( وحات أحمد) لا تفارق شفتاها وقد أرتسم حبه لها ألقا في جبينها وجمالا في تقاسيم وجهها الصبوح ،،، مرت السنوات العجاف وأحمد غائب تماما إلى أن جاء في ذات مساء من يخطبها من والدها كان شابا لا يشبه أحمد البته (جانا كلب سنونو صفر حلب الناقة في الشنقاقة ،،، ) وتحت ضغوط أخوانه وافق الأب على تزويجها من هذا الوافد الغريب ،، وكانت هي ما بين لوعة فراق أحمد وإصرار والدها على الزواج من ذاك ( الأفندي ) أن شحب لونها و تدهورت صحتها وزفت في تلك الأمسية الشتائية زفافا شاحبا أشبه الجنازة ،،، 





الأحد، 8 يوليو 2012

امات طه





أمات طه قصة تحكي عن الصبي / طه الذي كان له اربع خالات وتوفيت والدته وأحتضننه خالاته الأربع وحبنه حبا شديدا حتى اصبح يقال لهن أمات طه ( أمهات طه ) ترعرع طه في حنان خالاته ونضج وفي مرة خرج طه ولم يعد فسهرن الخالات خوفا من مكروه قد يلم به وبدأن رحلة البحث عن طه ولم تثمر جهودهن في ارجاع طه لبيته وجلسن مرة واتفقن على تتجه كل واحدة منهن على اتجاه بحثا عن طه وذهبت واحدة شمالا والثانية جنوبا والثالثة شرقا والرابعة غربا على ألا يعدن إلا وطه ..... 
ولكن كان ذلك يوم الفراق بينهن ولم يجتمعن مرة اخرى ومن تلك اللحظة صار مثلا يضرب .

السبت، 7 يوليو 2012

رامختو

في السودان تتعدد الأثنيات وعليه تتعدد الألسن فإذا أخذنا العامية السودانية تجدها متنوعة تنوع السودان ، ففي الشمال تجد أن لسان أهله يميلون كثيرا لامالة أخر الكلمة فكسلا تصبح كسلي وكريمة تصبح كريمي وهكذا أما إذا ذهبنا لمناطق غرب السودان فتجدهم يقلبون الدال والذال ضادا وهذا يظهر جليا في مناطق البقارة ودار حمر فكلمة (ولد أمي ) تصبح (ولضمي ) ، وكلمة كذب تقلب الي كضب .
حقيقة حينما ابتدرت هذه المقالة ليس في خاطري أن أتفذلك لأبين للغير أني ضليع في اللغة فعلاقتي باللغة كعلاقة الحراز بالمطر إلا أنه استوقفتني بعض التعابير المستخدمة والتي تبدو غريبة ومضحكة في بعض الأحيان :

- مرقنبو قرنبو ( أي خرجن به للقراءة ) وهذه عبارة مشهورة في السودان 
- بدوبارشي  ( وهذه على لسان أحدى نساء قبيلة الشايقية قدمت للمستشفي فسألت أن 
   كانوا قد بدأوا في طعن الحقن للمرضي أم لا ).
-  الفتولا لم الواحولا إلا الليلي  ( أي أن عريف  الفصل الأول جمع ألواح طلبة الصف 
   إلا لوحي )  .
- قاعاقح كعورد ( وهذه سيدة تصف حالتها للطبيب بأنها مصابة بالكحة والحمي .
- كان درمو ( أي أن كان هذا  فألقي به ).
- رامختو : أي سقط  من بين يدي شقيقته .
  وسنواصل 

الخميس، 5 يوليو 2012

حناكيش وخناشير

تراهن حنكوش مع صديقة : اذا استطعت أن تكسر هذه البسكوتة بحافة يدك فلك مني مليون جنية ، وافق الحنكوش الآخر وضرب البسكوته بحافة يده ، ثم رفع يده بسرعة وهو يتأوه ( آيييييييي ) واستطرد قائلا : ليه ما قلت لي محشية ؟؟؟؟؟

**************

تراهن خنشور مع صديقه : أذا استطعت إدخال هذا المسمار في هذه الصبة الخرسانية بضربه بمقدمة رأسك ( جبهتك ) فلك مني مائة جنية فوافق الخنشور الآخر وبدأ في ضرب المسمار برأسه ألا أن المسمار لم يدخل في الصبة الخرسانية فضحك عليه صديقه بصورة استفزته ، إلا أنه حين الذهاب للناحية الثانية من الحائط وجد أن هناك خنشورا آخر ساندا رأسه في الحائط .




الأربعاء، 4 يوليو 2012

نجيب عسل

حضر نجيب خطيبها لزيارتهم وكان قد أحضر هدية عبارة عن خاتم ذهبي لوالدتها ،، سعدت والدتها بالخاتم كثيرا وشكرته على ذوقه ، كان وقت إفطار فأصروا على أن يفطر معهم فإستجاب لدعوتهم الكريمة ،، أثناء الإفطار سألت الفتاة والدتها : نجيب عسل ؟؟ فردت الأم بسرعة وإندفاع : نجيب ،،،، نجيب عسل ،،،نجيب سكر ،،،،  نجيب دا في زول زيو ،، 

الثلاثاء، 3 يوليو 2012

زواج الإجازات


نسمات باردة في أحدى أمسيات ديسمبر وقد انتهى الحفل ولم يبق منه إلا أصداء زغاريد كان يضح بها المكان وسحائب من غبار تعالت فسكنت في جوف أشعة النور المنبعث من مكان الحفل وبدأ بعض الشباب النشط في جمع الكراسي وقوارير ( الببسي) الفارغة وبعض الصحون فيما انبرت مجموعة أخرى في تفكيك الصيوان إيذانا بإنهاء مراسم الزواج البهيج ،، مجموعة من الفتيات يجلسون يتسامرون وبينهم شابين في مقتبل العمر وتعلو ضحكاتهم فتملاء المكان ضجيجا .
بدأ النعاس يداعب عيون الفتيات فقامت أكبرهن سنا لتنهي تلك الجلسة الحالمة التي رغب الشابين في ألا تنتهي حتى الصباح ،، تحركت الفتيات وتبرع الشابان بإيصالهما إلى منازلهم التي تبعد قليلا عن مكان الحفل ،،، أنفرد مصطفى بأحداهن وهي منى ذات الخمس وعشرون عاما وكانت ذات قدر من الجمال والأناقة ،، كان مصطفي قد عاد لتوه من الإغتراب في اجازة سنوية ممنيا نفسه بأن يرتبط بإحدى الفتيات ،، لم يكن له شروط في أن تكون الفتاة من اقاربه أو من أي جهة ما فقط ان تكون فتاة جميلة ومثقفة ومتعلمة ،،، يومها وجد في منى ضالته وأيقن بأنه هي الفتاة التي يرغب في الأرتباط بها ،، وصل الجميع لمنازلهن فتوادع مصطفى ومني على وعد باللقاء ،، ما أن أنصرمت إجازة مصطفى الا وكان قد تقدم لخطبة منى وحدد الزواج مع أهلها ،، عاد مصطفى لبلد اغترابه وكان حديثه طيلة فترة عودته مع اصدقائه هو ( منى ) تلك الساحرة التي أخذت بلبه وعواطفه ،، فبات يصحو وينام وصورتها التي منحتها أياها لا تفارق ناظريه ،، تلك الصورة التي بالغت في التأنق وإظهار المحاسن التي تلهب العواطف ،، مضت عدة أشهر وأرسل مصطفى كل احتياجات الزواج من ( شيلة ) ومهر على أمل أن يتم عقد الزواج في تاريخ إلتفقا عليه عن طريق الهاتف ،، 
في ظهيرة يوم من الأيام حضر لمصطفى صديق عمره محمد الذي يعمل في مدينة أخرى في زيارة خاطفة وأن يقوم بواجب التهنئة لصديق عمره بمناسبة الخطوبة ،، تعانقا طويلا وضحكا مليا وجلسا يحتسيان الشاي ويحكي مصطفى لصديقة محمد كيف التقى بمني وكيف تمت كافة المراسم من خطوبة وقولة خير وكيف تعرف على أهلها ،، وهنا سأل محمد صديقه عن أسرتها وأين يسكنون وعن أسمها بالكامل ،،،، كانت الإجابات مفصلة كيف لا ومصطفى قد توله بتلك الفتاة فصعق محمد وتغير وجهه وبدأ يسأل عن أوصاف بعينها عن تلك الفتاة فكانت تتطابق اجابات مصطفى مع ما في دواخل محمد فتأكد أنها هي منى التي يعني خصوصا بعد أن رأى الصورة التي كانت مع مصطفى ،،، ارتبك مصطفى قليلا وسأل محمد (( أنت بتعرفها )) أبى محمد أن يرد مباشرة خوفا من يغضب صديق عمره وخوفا من تكون هي واحدة اخرى غير التي يعرفها ويعرف كل شيء عن ماضيها ،،، ولكن وتحت إلحاح مصطفى والذي بدأ عليه القلق ،، تحدث محمد بصوت متهدج ،،، ( والله ياخي الناس ديل كانوا جيرانا وما أرغمهم على بيع منزلهم الذي يمتلكونه إلا لسوء سلوك تلك الفتاة) وطلب محمد من صديقه إلا يرغمه على الاسترسال . تأثر مصطفى كثيرا وبات ليلتها مؤرقا لم تغمض عيناه حتى الصباح ،، 
في الصباح ودع محمد صديق عمره الكسير الخاطر متأسفا عما حصل إلا أن مصطفى بدأ متماسكا وودع صديقه وعاد لغرفته .
بعد تفكير عميق أتصل مصطفي بأسرته آمرا لهم بإنهاء تلك العلاقة وفسخ الخطوبة وأسدل الستار عن تلك المأساة التي كادت أن تعصف بمصطفى لولا ظهور صديقة الصدوق محمد في الوقت المناسب .


الاثنين، 2 يوليو 2012

حكمة

أحتقر أحدهم دودة الأرض فضحكت وقالت : تواضعوا يا ( بشر ) ولا تتكبروا فما أنتم إلا سوي وجبة طعام لي في القبر .