( يا أم أحمد دقي المحلب في توب أحمد) ،،،فثوب أحمد ثوب كاسي يغطي كافة الإعراض كيف لا وأحمد دوما ينير الديار لأهل الحاجة والمثقبة فديوانه دوما مفتوح للغاشي والماشي ،،، يمد يمينه كما خريف العينة ،، ليملاء كافة الأراضي والبطاح ليشبع شهقة الأرض البكر ريقا وترياقا وبذور حنطة تكون للزمان الجائر وتخضر الحقول وترتوي من عرقه الشريف ،،، إلا أن أحمد قد مل الجلوس القرفصاء و التندر مع أقرانه في تلك المساءات الشفيفة المقمرة فحمل بعض أسماله في حقيبته الحديد وغاب في تلك المدن الضبابية،، (أحمد غائب في الراكايب) ،، نعم غاب أحمد كثيرا عن أرضه وأهله مؤملا في أن يعود لهذه القرية الناعسة على ضفاف الأزرق وهو محملا بكل الأحلام الوردية وبكل ما تجود به تلك المدن الساجية على وسائد من الدعة والخمول ،، غاب أحمد كثيرا ولم يحضر بل إنقطعت أخباره تماما عن القرية وعن حبيبة قلبة التي لا تقسم إلا بأسمه ،، فقد أحبته حبا بات كالعلامة في جبينها و لا تتحرج كثيرا في أن تذكره بشوق لا يدانية شوق،،، وجملة ( وحات أحمد) لا تفارق شفتاها وقد أرتسم حبه لها ألقا في جبينها وجمالا في تقاسيم وجهها الصبوح ،،، مرت السنوات العجاف وأحمد غائب تماما إلى أن جاء في ذات مساء من يخطبها من والدها كان شابا لا يشبه أحمد البته (جانا كلب سنونو صفر حلب الناقة في الشنقاقة ،،، ) وتحت ضغوط أخوانه وافق الأب على تزويجها من هذا الوافد الغريب ،، وكانت هي ما بين لوعة فراق أحمد وإصرار والدها على الزواج من ذاك ( الأفندي ) أن شحب لونها و تدهورت صحتها وزفت في تلك الأمسية الشتائية زفافا شاحبا أشبه الجنازة ،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق