الخميس، 12 يوليو 2012

اسامة الجهامة


اسامة من الذين من الله عليهم ببسطة في الجسم فكان رجلا ضخما وذو بنية عظيمة ، اذا خلع نعليه حسبتهما كلبا حراسة  أمام الباب ، كان يعمل في مشروع الجزيرة ( مفتش غيط) وما كانت سيارته الموريس ماينر تتعطل إلا ويحملها من الخلف ويدفعها بنفسه حتى يدخلها قريتهم الوادعة فكان لا يحتاج ( لسطحة ) كما يقول أهلنا في الخليج ، كان رغم حجمه هذا إلا أنه رجل مسالم وكان كثيرا ما يحل مشاكل أهل القرية بحكمته واحيانا بخوف بعضهم منه ، كان أسامة ( هذا أسمه ) يحب الطرب وخصوصا أغاني الرعيل الأول ( عثمان حسين و كابلي ) ، كان من أحسن المستمعين .
في يوم ما كان يجلس في حفل زفاف مقام في القرية وكان يجلس في أخر الصفوف واضعا رأسه على يديه وهو في حالة استماع ،، وكان كل شئ يسير على ما يرام حتى سمع ضجيجا واصواتا عاليه اضطرت المطرب أن يوقف الغناء فرفع رأسه متسائلا ( في شنو ) فرد عليه احدهم بأن هنالك شاب يبدو انه مخمورا يتشاجر مع بعض اصحاب المناسبة ،، فأخذ ينظر ناحية ( الشكلة ) فاذا به شاب نحيل واضح عليه أنه حقا مخمور وكان يحاول أن يتفلت ممن  أحكموا القبض عليه لاخراجه من تلك الساحة إلا أنه كان يحاول الفكاك منهم مما أحدث فوضى ، وتأزم الموقف فنادى اسامة صبيا كان يشاهد الموقف وخلع إحدي نعليه وطلب من الفتي أن يحملها لذاك المخمور آمرا أياه بأن يقول له بالحرف ( صاحب المركوب دا قال ليك اطلع بره ) ، حمل الصبي الحذاء بل كان يسحبه سحبا حتى وصل لذلك الشاب واخذ يحاول أن يحدثه بالمطلوب إلا أن الشاب كان منفعلا وبعد صعوبة شديدة تمكن الصبي من أخطار الشاب المخمور بأن صاحب ( المركوب ) يطلب منه مغادرة الحفل ، ما أن رأى الحذاء حتى انتبه لخطورة الموقف وركض مسرعا للخارج .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق